❗️sadawilaya❗
النائب السابق د نزيه منصور
أثبت المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، بصفته ممثلاً للرئيس ماكرون، أنه من أنجح وأهم مندوب أجنبي في تمرير الوقت وملء الفراغ، بهدف تحقيق المهمة الموكلة إليه، وخير دليل على ذلك هو حمله ثلاث ملفات ذات أهمية
في حياة اللبنانيين، وهي:
١- تشكيل الحكومة
٢- الاستحقاق الرئاسي
٣- زيارة استطلاع ومتابعة وقف إطلاق النار والسلاح..
سبق أن استقالت حكومة ميقاتي ثم أعيد تكليفه ولم يستطع تشكيلها عجزاً أو قصداً والنتيجة واحدة، وانتخب مجلس نواب في أيار ٢٠٢٢ واستمر الأمر على حاله. حاولت الإدارة الفرنسية برئاسة ماكرون تشكيل حكومة لكن دون جدوى، فكُلف المذكور أعلاه القيام بالمهمة فحقق فشلاً لا يُحسد عليه، وانتقل مجدداً إلى الملف الرئاسي وأجرى جولات متعددة بين نواطير البلد أصحاب السيادة والاستقلال، حتى قضى الله أمراً كان مفعولاً حيث حقق المبعوث الأميركي هوكشتين ما عجز عنه الجميع ونال جوزيف عون جائزة كرسي بعبدا من دون منافس، عندها أخذ لودريان قسطاً من الراحة بعد أن فشل في تحقيق أي خطوة، ولكنه نجح بامتياز في تمرير الوقت...!
الآن عاد إلى الواجهة في جولة استطلاعية خشية أن ينساه اللبنانيون، واجتمع مع أركان السلطات الثلاثة وتناول وجبة غداء على مائدة الكرسي الثالثة مع الوفد المرافق. تناولت وسائل الإعلام الخبر ببرودة وعلقت بأن الزيارة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، فهو ينقل وجهة نظر فرنسا مع تمنيات ومشاعر المودة...!
ينهض مما تقدم، أن الإدارة الفرنسية تحاول أن تقول: نحن هنا وشوفيني يا منيرة....!
لذا كان الخيار على لودريان الخبير في تمرير الوقت وإشغال وسائل الإعلام وأخذ الصور مع أصحاب الكراسي الفخمة والاطمئنان إلى أصحاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة والسيادة، ومن ثم يعود إلى الاليزية ويكرر تقريره مع الأخذ بعين الاعتبار تاريخ الزيارة
ومسلسل اللقاءات، وكل ملف وأنتم بخير...!
وعليه تطرح تساؤلات عدة منها:
١- هل يعوّل على زيارة المبعوث الفرنسي؟
٢- هل تمرير الوقت وملء الفراغ بزيارات لودريانية خير من لا شيء؟
٣- هل يُمنح المحروس أوسمة رئاسية لبنانية على فشله في الملفات؟
٤- ألا يستحق لودريان لقب خبير استراتيجي في تمرير الوقت وملء الفراغ؟
د. نزيه منصور